الرموز والأعمال المتمثلة في أصحابها.
ومن هنا ، كان الوحي القرآني ، يؤكد للمرأة قدرتها على الانتصار على نوازع الضعف الإنساني الأنثوي بالتربية والوعي والممارسة ، في المستويات التي تساوي فيها الرجل أو تتفوق عليه. وبهذا يبطل التصور الذي يتصوره بعض الرجال بأنهم أعظم قدرا من المرأة ، أية امرأة كانت ، فينظرون إليها نظرة متعالية على أساس التفوق النوعي. إن القرآن يوحي بخطإ هذه النظرة ، لأن بعض النساء قد تكون أعظم من بعض الرجال بعقلها الغني بالتجربة ، وإرادتها الصلبة في مواقع المعاناة.
* * *
لماذا هذا التأكيد على الضعف في التشريع؟
ويُثار هنا سؤال :
إذا كان الضعف الإنساني ظاهرة بشرية عامة ، وإذا كان الانتصار عليه في متناول الجميع ، فلما ذا هذا التأكيد على ضعف المرأة ، في نطاق الاحتياط للعدالة ، من دون الرجل ، أليس هذا تفريقا في مواقع المساواة؟ وما المانع للمرأة من أن تكون قاضية أو شاهدة مستقلة ، إذا كانت صاحبة إرادة قوية وعقل منفتح؟
ونجيب عن ذلك : بأنّ الإسلام لم يفرّق بين المرأة والرجل في تصديه لمناطق ضعفهما المشتركة ، فأوجب لكلّ منهما شروطا من العدالة والإيمان ، ليحجزهما بها عن الانحراف. ولكن الجانب العاطفي لدى المرأة أقوى مما لدى الرجل ، لما اقتضته طبيعة الأنوثة والأمومة من النوازع العاطفية التي تغذي العلاقة الزوجية وعلاقة الأمومة بالأولاد. ولما كان هذا الجانب داخلا