الحركة الخارجية له ؛ وذلك بأن تنطلق في فكرك وعملك وعاطفتك وعلاقتك وتعاملك مع الآخرين ، من خلال رضا الله في أمره ونهيه في عملية التزام وانضباط ؛ «فلا يفقدك الله حيث أمرك ، ولا يجدك حيث نهاك» ؛ وأن تملك إرادتك في مواقع حركة المبادئ في الحياة ، بين يدي ربّك ، فلا تسقط التزاماتك أمام ضغط شهواتك ومطامعك.
وقد يكون في اختيار كلمة «ربّكم» بدلا من كلمة «الله» ما توحيه الكلمة الأولى من معنى التربية ، التي تجعل من التقوى وجها من وجوه التربية ، يلتقي فيه الإنسان بالله من موقع النمو العملي للشخصية ، وما يستتبعه ذلك من التركيز على نوعية العلاقة بين الإنسان وربه ؛ فليست هي مجرد صلة تنتهي بانتهاء عملية الخلق ، بل هي علاقة متصلة بوجود الإنسان في نموّه الجسدي والعقلي والروحي والعملي. فإذا انسجم الإنسان مع ذلك ، من خلال ما أودعه الله من عقل وأرسله إليه من وحي ، انطلقت التربية في نطاقها الطبيعي. أما إذا تمرّد ، وانطلق مع شهواته ، وترك نداء العقل ؛ كانت النداءات الإلهية في أجواء الترغيب والترهيب له بالمرصاد ، يقرّبه من الجنّة وتبعده عن النار ؛ وكانت الاختيارات بالابتلاءات والصدمات تنتظره في كل مجال ، لترجعه الى عقله وربه.
* * *
ما معنى النفس الواحدة؟
(الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) هذه هي الصفة التي يثيرها القرآن أمام التصور الإنساني ، ليتصوره من موقع ارتباطه الوثيق به في عملية الوجود ، مما يجعله يعيش الشعور بالله ، في كل نبضة من نبضات قلبه ، وفي كل خلجة من خلجات مشاعره ، وفي كل حركة من حركات جسمه ، وفي كل