(ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ) أي بإنجائهم ونصرهم ، وإهلاك مكذّبيهم.
(فِيهِ ذِكْرُكُمْ) رفع بالابتداء والجملة في موضع نصب لأنها نعت لكتاب ثم نبّههم بالاستفهام الذي معناه التوقيف فقال جلّ وعزّ : (أَفَلا تَعْقِلُونَ).
(وَكَمْ قَصَمْنا) «كم» في موضع نصب بقصمنا (مِنْ قَرْيَةٍ) لو حذفت «من» لجاز الخفض لأن «كم» هاهنا للخبر ، والعرب تقول : «كم قرية قد دخلتها». فتخفض. وفيه تقديران : أحدهما أن تكون «كم» بمنزلة ثلاثة من العدد ، والفراء (١) يقول بإضمار «من» فإذا فرقت جاز الخفض والنصب ، وأنشد النحويون : [السريع]
٣٠٠ ـ كم بجود مقرفا نال العلى |
|
وكريما بخله قد وضعه (٢) |
وأجود اللّغات فيه إذا فرقت أن تأتي بمن ، وبها جاء القرآن في هذا الموضع وغيره.
(قالُوا يا وَيْلَنا) نداء مضاف.
(فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ) «تلك» في موضع رفع إن جعلت دعواهم خبرا ، وفي موضع نصب إن جعلت دعواهم الاسم.
أي : ما خلقنا السماء والأرض ليظلم الناس بعضا ويكفر بعضهم ويخالف بعضهم ما أمر به ثم يموتوا فلا يجازوا بأفعالهم ، ولا يؤمروا في الدنيا بحسن ، ولا ينهوا عن قبيح. وهذا اللعب المنفي عن الحكيم وضدّ الحكمة.
(لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا) لأنهم نسبوا إلى الله جلّ وعزّ الولد ، والصاحبة. فالمعنى : لو أردنا أن نتّخذ ولدا أو صاحبة لما اتّخذناه من البشر الذين
__________________
(١) انظر معاني الفراء ١ / ١٢٥.
(٢) مرّ الشاهد رقم (٤٥).