تلحقهم الآفات ، والحجارة التي لا تعقل فبيّن به الله عزوجل جهلهم بنسبهم إليه مثل هذا بلا حجّة ولا شبهة.
(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِ) أي بالحجج والبراهين. (عَلَى الْباطِلِ) وهو قولهم (فَإِذا هُوَ زاهِقٌ) حكى أهل اللغة زهق يزهق زهقا وزهوقا إذا انكسر واضمحلّ.
(يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ) ظرفان.
(لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) التقدير عند سيبويه والكسائي «غير الله» فلمّا جعلت إلّا في موضع غير أعرب الاسم الذي بعدها بإعراب غير ، كما قال : [الوافر]
٣٠١ ـ وكل أخ مفارقه أخوه |
|
لعمر أبيك إلّا الفرقدان (١) |
وحكى سيبويه لو كان معنا رجل إلّا زيد لهلكنا ، وقال الفراء (٢) : إلا هاهنا في موضع سوى ، والمعنى : لو كان فيهما آلهة سوى الله لفسد أهلهما ، وقال غيره : أي لو كان فيهما إلهان لفسد التدبير ؛ لأن أحدهما إذا أراد شيئا وأراد الآخر ضدّه كان أحدهما عاجزا.
وحكى أبو حاتم أنّ يحيى بن يعمر وطلحة قرأ : (هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي) (٣) فزعم أنه لا وجه لهذا. وقال أبو إسحاق في هذه القراءة : المعنى هذا ذكر مما أنزل إليّ ومما هو معي ، وذكر ممّن قبلي ، وقال غيره : التقدير فيها هذا ذكر ذكر من معي مثل (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨٢]. وروي عن الحسن أنه قرأ : (الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ) (٤) بالرفع بمعنى هو الحقّ وهذا الحقّ.
__________________
(١) مرّ الشاهد رقم (٢٠٥).
(٢) انظر معاني الفراء ٢ / ٢٠٠.
(٣) انظر مختصر ابن خالويه ٩١.
(٤) انظر المحتسب ٢ / ٦١ ، ومختصر ابن خالويه ٩١.