(وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ) رفع بالابتداء عند سيبويه ، والخبر محذوف ولا يظهره العرب (وَرَحْمَتُهُ) عطف عليه. (وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ) عطف عليه أيضا. وحذف جواب لو لا لأنه قد ذكر مثله بعد. قال الله : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ)
(إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ) اسم إنّ. (عُصْبَةٌ) خبرها ، ويجوز النصب في «عصبة» على الحال ، ويكون الخبر (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ) وقرأ حميد الأعرج ويعقوب (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ) (١) بضم الكاف. قال الفراء (٢) : وهو وجه جيد لأن العرب تقول :
فلان أولى عظم كذا وكذا أي أكثره. قال أبو جعفر : والذي جاء به لا حجّة فيه لأنه قد يكون الشيء بمعنى الشيء ، والحركة فيها مختلفة. والأشهر في كلام العرب في مثل هذا الكبر والكبر في النسب ويقال : الولاء للكبر.
(لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً) أي بإخوانهم. (وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ) فأوجب الله جلّ وعزّ على المسلمين إذا سمعوا رجلا يقذف أحدا أو يذكره بقبيح لا يعرفونه به أن ينكروا عليه ، ويكذّبوه ، وتواعد من ترك ذلك ومن نقله.
(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ) والأصل تتلقونه أي يأخذه بعضكم عن بعض ، ويقبله بعضكم من بعض ، ومثله (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) [البقرة : ٣٧] وعن عائشة رضي الله عنها أنها قرأت (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ) (٣) وإسناده صحيح ، ولا يعرف له مخرج إلّا من حديث ابن عمر الجمحي والمعنيان صحيحان لأنهم قد تلقّوه وو لقوه. والأصل : تولقونه فحذفت الواو اتباعا ليلق ، يقال : ولق يلق إذا أسرع في الكذب ، واشتقاقه من الولق ، وهو الخفّة والسرعة.
__________________
(١) انظر معاني الفراء ٢ / ٢٤٧ ، والبحر المحيط ٦ / ٤٠٢.
(٢) انظر معاني الفراء ٢ / ٢٤٧.
(٣) انظر مختصر ابن خالويه ١٠٠.