(يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا) في موضع نصب.
فتواعدهم الله جلّ وعزّ على إرادة الفسق أي إذاعة الفاحشة في الذين آمنوا (وَاللهُ يَعْلَمُ) أي يعلم مقدار عظم هذا الذنب والمجازاة عليه ، ويعلم كل شيء.
هو من ذوات الواو وإن كان قد كتب بالياء. وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رحمهالله في قوله : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً) قال : ما اهتدى أحد من الخلائق لشيء ينفع به نفسه أو ينفي به ما يدفعه عن نفسه.
(وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ) حذفت الياء للجزم ، قرأ يزيد بن القعقاع وزيد بن أسلم. ولا يتألّ أولوا الفضل (١) حذفت الألف للجزم. والمعنى واحد ، كما تقول : فلان يتكسّب ويكتسب.
من أحسن ما قيل في هذا أنه عام لجميع الناس القذفة من ذكر وأنثى ، والتقدير : الذين يرمون الأنفس المحصنات فدخل في هذا المذكّر والمؤنّث. وكذا : في الذين يرمون ، إلّا أنه غلّب المذكّر على المؤنّث.
وقرأ مجاهد (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَ) (٢) يرفع الحقّ على أنه نعت لله جلّ وعزّ. قال أبو عبيد : ولو لا كراهة خلاف الناس لكان الوجه الرفع ، ليكون نعتا لله جلّ
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٦ / ٤٠٤ ، ومختصر ابن خالويه ١٠١.
(٢) انظر البحر المحيط ٦ / ٤٠٥.