وقد تكلفوا الكلام باللغة العربية ، وترددوا في النطق بحروفها بين افراط وتفريط ، فاما أن يقلبوا الحاء هاء ، والذال زاء ، والعين أيضا ، واما أن ينطقوا بالحاء على وجه يكاد أن يجرح الحلقوم ، وبالعين على وجه يكاد ان يخنق ، ووضع لهم ارباب الصناعة وهم منهم حدودا للحروف لا تنفك أن تخرجهم من التفريط الى الافراط وهو تفريط أيضا ، فان كان هذا هو الميزان في التنافر ، فكل اللغة العربية متنافرة الحروف بالنسبة الى غير العرب ، بل كل لغة متنافرة بالنسبة الى غير أهلها.