الفصل (١) الخامس
لا اختلاف بين الأنبياء فى الاصول
وأمّا ما ذكره (٢) الملحد عن المجوس وغيرهم من القول بالاثنين ، وعن النّصارى وقولهم فى المسيح (ع) ، فانّ ذلك ليس من الأنبياء ؛ بل هو من المبتدعين فى كلّ أمّة على حسب ما ذكرنا. فأمّا المجوس فقلنا إنّ سبب (٣) قولهم بالاثنين وتركهم رسوم الأنبياء ، أصل بدعهم هو من موزنوش تلميذ بثاغورس الّذي دخل مملكة الفرس ، وأخذ عنه وارطوس هذا القول ودعا إليه المجوس ، فأجابوه. ثم تكثّرت (٤) فيهم البدع بعد ذلك.
وأمّا النّصارى وقولهم فى المسيح (٥) انّه ابن الله (٦) ، فانّهم ضلّوا بالتّأويل ؛ لأنّ المسيح (ع) قال فى الإنجيل إنّه ابن الله ؛ ولم يعن به (٧) أنّه ابنه من جهة الولادة ـ عزّ الله أن يتّخذ صاحبة وولدا ـ ولكنّه أراد أنّ الله عزوجل (٨) رفعه وأعلى منزلته وقرّبه واختاره واصطفاه واحبّه ، وضرب فى هذا مثلا ، كما يحب الانسان ولده ويصطفيه و
__________________
(١) ـ فصل : ـ B (٢) ـ واما ما ذكره : ـ B (٣) ـ سبب : السبب B (٤) ـ تكثرت : تكثرن B ، تكثره C (٥) ـ فى المسيح : ـ A (٦) الله : + تعالى عن ذلك BC (٧) ـ يعن به : يعذبه B (٨) ـ عزوجل : ـ A