الفصل الثانى
فى حلية الرّسول (ص) وشمائله
(١) وأمّا الصّدق والامانة ، فقد ذكرنا طرفا منه : وأنّ قريشا كانت تسمّيه بالصّادق (١) الامين ، لثقتهم به ومعرفتهم إيّاه بالصّدق قبل ظهوره بالنّبوّة. وقد ذكرنا تراضيهم به فى باب بناء البيت ، وأنّهم اختاروه من بينهم أجمعين ، ورضوا بحكمه ؛ وهم المعروفون بأصالة الرأى والعقول الرّصينة من بين جميع العرب.
(٢) وأمّا السّخاء فانّه كان لا يذخر (٢) شيئا ، وكان يأخذ من أغنياء أصحابه صدقات أموالهم ويفرّقها على فقرائهم ، ولا يذخرها (٣) ولا يقتنى عقارا ؛ والّذي كان يصير إليه فى سهمه من الغنائم ، وغير ذلك ما يفضل من قوته ، كان يشترى به عقارا ويجعله صدقة ؛ فقد كان (٤) اشترى بساتين ، وتصدّق بها ؛ وهى معروفة إلى يومنا هذا. وكان لا يمسك يده عن بذل ما يملكه ، حتى روى أنّ : سائلا سأله ولم (يكن) يملك (٥) ما يعطيه ، فأعطاه ثوبه الّذي كان عليه.
__________________
(١) ـ بالصادق : ـ AB (٢) ـ يذخر : يدخرA (٣) ـ يذخرها : يدخرهاC (٤) ـ كان : ـ C (٥) ـ يملك : يملكه A