الفصل الاول
فيما جرى بينى وبين الملحد
(١) أنه ناظرنى (٢) فى أمر النبوة واورد كلاما نحو ما رسمه فى كتابه الّذي قد ذكرناه (٣) فقال :
من أين أوجبتم (٤) أن الله اختصّ قوما بالنبوة دون قوم وفضلهم (٥) على الناس وجعلهم أدلة لهم وأحوج (٦) الناس إليهم ، ومن أين أجزتم فى حكمة الحكيم أن يختار لهم (٧) ذلك ويشلى بعضهم على بعض ويؤكّد بينهم العداوات ويكثر المحاربات (٨) ويهلك بذلك الناس؟!
قلت : فكيف يجوز عندك فى حكمته أن يفعل؟!
قال : الأولى بحكمة الحكيم ورحمة الرحيم (٩) أن يلهم عباده أجمعين معرفة منافعهم ومضارهم فى عاجلهم وآجلهم (١٠) ؛ فلا يفضّل بعضهم على بعض ولا يكون بينهم تنازع ولا اختلاف فيهلكوا ، وذلك (١١) أحوط لهم من أن يجعل بعضهم أئمة لبعض ؛ فتصدّق كلّ فرقه إمامها وتكذب غيره ، ويضرب بعضهم
__________________
(١) ـ فيما : وفيما B (٢) ـ ناظرنى : ناظر A (٣) ـ ذكرناه : ذكرنا B (٤) ـ اين اوجبتم : اين ما اوجبتم A (٥) فضلهم : فضله A (٦) ـ واحوج : من احوج A (٧) ـ ان يختار لهم : يجب ادلهم C (٨) ـ المحاربات : المجاذبات B (٩) ـ الاولى ... الرحيم : الاولى بحكمته والاحق C (١٠) ـ وآجلهم ـ C (١١) ـ وذلك : وذا B