الفصل الثامن
قوله فى الضّعفاء من الرّجال والنّساء ...!
وأمّا قوله فى الضّعفاء (١) من الرّجال والنّساء والصّبيان ، واجتماعهم على رؤساء (٢) أهل الملّة ، فانّ هذه الطّبقات من النّاس ، إن كانت (٣) أنفسهم لا تتخلّص من كدورة هذا العالم ، حتّى ينظروا فى الفلسفة ، على ما ادّعاه الملحد ، فإنّ الحكيم الرّحيم قد ظلمهم ـ عزّ وتعالى عن ذلك ـ حين لم يرزقهم عقولا تامّة قويّة تضبط الفلسفة ، وتقدر على النّظر فيها ؛ حتى تتخلّص من كدورة هذا العالم. ولا يجوز فى حكمته وعلمه أن يعين هذه الأنفس على أن تتجبّل فى (٤) هذا العالم ، وتتّحد بهذه الأجساد الكدرة ، وتقع فى هذا البلاء العظيم ؛ فيلزمون النّظر فى أمور يعجزون عنها ، ويكلّفون طلب ما لا يطيقونه. فاذا لم يفعلوا ، تركهم يكرّون فى هذا العالم ويشقون فيه (٥) ، على أصل مقالة الملحد. وهذا ظلم ، وتعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا ؛ لأنّا
__________________
(١) ـ الضعفاء : الضعفى C (٢) ـ رؤساء : رءوس A (٣) ان كانت : إن كانت B (٤) ـ فى : ـ C (٥) ـ فيه : ـ B