الفصل (١) الاول
الأنبياء أصل التعاليم ومورثوا الحكماء
الآن بعد فراغنا من القول فى معجز (٢) محمد (ص) الّذي هو القرآن العظيم ، وكشفنا عن الدّلالة الكبيرة له (٣) القائمة فى العالم ، وتكرير القول بذلك لايضاح المعانى التى فيه ، وتنوير الحجة ، نقول (٤) فى جواب ما ادّعاه الملحد :
(١) أن الفلاسفة استدركوا هذه العلوم بآرائهم واستنبطوها بدقّة نظرهم وألهموا ذلك بلطافة طبعهم ، يعنى ما فى كتب الطبّ من معرفة طبائع العقاقير والخصوصيّات التى فيها ، وما فى المجسطي وبطلميوس من معرفة حركات الفلك والكواكب وحساب النّجوم وما فيه (٥) من اللطائف والأحكام وما فى أقليدس من (٦) علم الهندسة والمساحات ومعرفة مقدار عرض الأرض وطولها ومسافة ما بين السّماوات وغير ذلك
__________________
(١) ـ فصل : ـ B (٢) ـ معجز : معجزةC (٣) ـ له : + وC (٤) ـ نقول : ونقول BC ـ (٥) ـ فيه : فيهاA (٦) ـ من : فى A