والطبّ والهندسة وغير ذلك من علم الطّبيعة ، فانّهم (١) كانوا حكماء أهل (٢) دهرهم وأئمّة فى أعصارهم وحجج الله (٣) على خلقه فى أزمنتهم أيّدهم الله بوحى منه وعلمهم هذه الحكمة (٤). فكلّ واحد منهم أعطى نوعا من الحكمة. فمنهم من أعطى علم الطّبّ وغير ذلك من علوم الهندسة والطبائع. فأخرجوها إلى النّاس ، وأخذها عنهم النّاس لمّا أراد الله عزوجل أن يعرّف خلقه ما فى هذه الاصول من الحكمة ، وليظهر مراتب هؤلاء الأنبياء فى أزمنتهم ، وتظهر حجج الله على خلقه (٥) على ألسنتهم. كما قد روى أن أصل النّجوم من إدريس النبىّ. (ع). وتأوّل (٦) قوم فى قول الله عزوجل (٧) فى قصة قوله : (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) أن الله عزوجل رفعه (٨) الى الجبل الّذي هو فى سرّة الأرض ، وبعث إليه ملكا حتى علّمه أسباب الفلك وما فيه من الحدود والبروج والكواكب ومقدار (٩) سيرها وسائر ذلك من علوم النجوم. وقالوا إنّ هرمس المذكور فى الفلاسفة هو إدريس ، فاسمه فى الفلاسفة هرمس ، وفى القرآن إدريس. وهذان الاسمان مشاكلان لتلك الاسماء مثل جالينوس وارسطاطاليس وغير ذلك مما فى آخرها «سين» ، واسمه فى سائر الكتب المنزلة (١٠) أخنوخ (١١) ؛ فهذا (١٢) دليل بأنّهم (١٣) كانوا يكنون بهذه الاسماء وعلى هذه التقطيع من أسماء الأنبياء ممن (١٤) ذكر منهم فى القرآن إلياس وإدريس ومن هو مذكور عند أهل الكتاب (١٥) من الأنبياء والحكماء ، شمعون (١٦) تلميذ المسيح (ع) ، كان يقال له فطروس (١٧) ، واخوه أيضا احد الاثنى عشر اسمه اندريوس (١٨) ، ومن الحواريين
__________________
(١) ـ فانهم : وانهم C (٢) اهل : ـ C (٣) ـ الله : ـ BC (٤) الحكمة : الحقيقةC (٥) ـ يعرف خلقه ... على خلقه : ـ C + (٦) ـ تاول : تامل : C (٧) عزوجل : ـ A (٨) ـ رفعه : فى قصة رفعه A (٩) ـ مقدار : مقداره A (١٠) ـ المنزلة : ـ C (١١) اخنوخ : حنوخ A (١٢) ـ فهذا : فهذه A (١٣) بانهم : انهم AC ـ (١٤) ـ ممن : فمن AC ـ (١٥) ـ الكتاب : + من اهل الكتاب B (١٦) شمعون : يسمون C (١٧) ـ فطروس : وطروس C (١٨) اندريوس : اندلس C