أن ينظر فيه أصلا ولكان سبيله سبيل سائر الاشياء المحرّمة مثل الخمر والميتة والدّم ولحم الخنزير. فعلم النّجوم أصله (١) من إدريس (ع) ، وهرمس هو إدريس وهو نبى وهو من أئمّتنا لا من أئمّة الملحدين وكان بينه (٢) وبين آدم (ع) خمسة آباء.
(٣) واما معرفة طبائع الأشياء ، فانّ الله عزوجل لمّا خلق آدم (ع) وكان جسده مركّبا من طبائع الأرض وغذاؤه (٣) مما أخرجت الأرض ، وكانت الطّبائع متضادة متشاكلة ضارّة ونافعة ، علّم عزوجل آدم الأسماء كلّها اذ كان بدنه (٤) وأبدان ولده لا تصحّ (٥) إلّا بالغذاء ، والغذاء منه ما يضرّ ومنه ما ينفع ، وإذا كانت الأدواء تلحق أبدانهم ولا بد لكلّ داء من دواء ، فعرّفه عزوجل من أى شيء يتولّد الدّاء ، وما دواء كلّ داء اذ (٦) لم يستغن عن ذلك. واذ (٧) كان الله عزوجل أرحم به وبولده أن يدووا (٨) ، ولا يعرفوا (٩) لأدوائهم أدوية ، فعلّمه هذه الطّبائع كلّها وعلّم هو ولده ، فوعى ذلك منهم من وعى ونسى من نسى. ثم أخذه الخلف عن السّلف كما قال الله عزوجل (١٠) فى القرآن العظيم : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) فعلمه كل شيء يحتاج إليه من أمر دينه ودنياه. ولم يجز فى حكمة (١١) الله الّا هكذا ، لانهم لم يستغنوا عن عبادة الله عزوجل ومعرفته طرفة عين ، ولا جازت لهم الحياة فى هذا العالم يوما واحدا إلّا و (١٢) يعرفوا ما يصلح أبدانهم وما يفسدها وما يضرّها وما ينفعها. فهذه هى النهاية فى معرفة طبائع الأشياء التى ذكرها الملحد وقال : أخذه الأول عن الأول إلى نهاية الزّمان
__________________
(١) ـ اصله : ـ B (٢) ـ بينه : ـ A (٣) ـ غذاؤه : غذاه A (٤) ـ بدنه : بدن B (٥) تصح : تصلح A (٦) ـ اذ : اذاABC (٧) ـ اذ : اذاC (٨) يدووا : يدوون ABC (٩) يعرفوا : يعرفون ABC (١٠) ـ عزوجل : ـ A (١١) ـ حكمة : حكم C (١٢) ـ الا و : ولاB