يقال لها «أضغاث أحلام» ، ولا تاويل لها ، ولا تصح عبارتها ، كما تصح عبارة الرّؤيا الصحيحة التى تكون من أسرار العالم العلوىّ فيراها الانسان الصالح ، التى هى من (١) جنس الرّؤيا التى يراها الأنبياء ، فتصحّ بالتّأويل ، وان لم تكن على ذلك الصّفاء ، كما قال النّبي (ص) : «الرّؤيا الصّالحة من الرجل الصّالح جزء من أربعين جزء من النبوّة.» فهكذا كان (٢) سبيل الرّؤيا التى هى وحى (٣) الأنبياء وهى على ما ذكرنا لا يحتاج فيها إلى عبارة ولا تأويل وهم مخصوصون بها دون سائر الناس. فهكذا مراتب الأنبياء (ع) ودرجاتهم. وكان لمحمّد (٤) فى هذه المراتب كلّها (٥) حظّ وافر ، وفضّله (٦) الله على من لم يكن فى درجته بذلك. والالهام الّذي هو وحى من الله ، سبيله على ما ذكرنا. ومن ألهم اللّغات ، كان ذلك الالهام وحيا (٧) من الله عزوجل وتوقيفا (٨) وتعليما (٩) ؛ وهى نبوة. وليس سبيله سبيل الالهام الّذي هو وساوس الملحدين الذين زعموا أنّه عام فى النّاس على حسب ما يوردونه من كلامهم ؛ بل ، هو للأنبياء خاصّة دون سائر الناس.
ومن اللغات (١٠) ما هى أفضل ، كما أنّ فى الأنبياء من هو أعلى درجة. وأفضل اللّغات أربعة : العربيّة والسريانيّة (١١) والعبرانيّة والفارسيّة ؛ لأنّ (١٢) الله عزوجل أنزل كتبه على أنبيائه بهذه اللّغات ، ثم ترجمت الكتب (١٤) بسائر (١٣) اللّغات للامم إلّا القرآن العظيم ، فانّه باللّغة العربيّة ، وهى أفضل الأربعة ، وهى متمنّعة (١٥) عن التّرجمة لأسباب تركنا ذكرها للاطالة وقد فسرنا
__________________
(١) ـ التى هى من : ـ C فيكون هناك تقديم وتاخير فى نسخةB بين فقرة ٦ ـ ٣ (فتصح ... وحى الأنبياء) وفقرة ٨ ـ ٦ (وهى على ... ودرجاتهم) (٢) ـ فهكذا كان : ـ C (٣) وحى : + الى B (٤) ـ لمحمد : محمدC (٥) كلها : ـ C (٦) وفضله : فضله A (٧) وحيّا : وحى ABC (٨) توقيفا : توقيف ABC (٩) تعليما : تعليم ABC (١٠) ـ ومن الغات : ـ C (١١) ـ السريانية : السوريةC (١٢) لان : كان A (١٣) ـ اللغات ... بسائر ـ B (١٤) الكتب : ـ A (١٥) ـ متمنعة : ممتنعةBC ـ