شفيت من (١) حمزة نفسى بأحد |
|
حين بقرت بطنه عن الكبد |
فأتته (٢) مظهرة للاسلام بعد فتح مكّة ، وبعد أن كانت تحرّض النّاس على القتال يوم فتح مكة ، وتشتم أبا سفيان وتوبّخه حين استأمن وتقبّح فعله ، فعفا (٣) عنها بعد أن أظفره الله بها ، وقبل إسلامها ، وحلم عنها ؛ وحمزة عمّه ، وأعزّ النّاس عليه ، وأسد الله وأسد رسوله. وقبل إسلام وحشى غلام (٤) جبير (٥) بن مطعم ؛ وهو الّذي زرق (٦) حمزة بالحربة وقتله ؛ فحلم عنه وآثر رضاء الله على رضاء نفسه. ولما فتحت مكّة هرب صفوان بن أميّة ، وهو سيد قومه ، وكان شديد العداوة لرسول الله (ص) ؛ فمضى يريد جدّة. فقال عمير (٧) بن (٨) وهب : يا نبىّ الله إنّ صفوان بن أميّة (١٠) قد (٩) خرج هاربا ليغرق نفسه فى البحر ، فأمّنه. قال (ص) : «هو آمن» وأعطاه عمامته التى دخل بها مكّة. فخرج عمير ولحقه ، فرجع وقال : يا محمّد أليس قد أمّنتنى؟ قال : نعم. قال : فخيّرنى فى نفسى شهرين. قال : «قد خيرتك أربعة أشهر» ؛ وعفا عن كثير من أعدائه الذين ارتكبوا (١١) العظائم ؛ حتى قال أبو سفيان (١٢) : ما رأينا أحلم منك يا رسول الله! وجاءه (١٣) بعد ذلك قوم من الشّعراء (١٤) ، قد كانت (١٥) ضاقت عليهم الارض بما رحبت ، بعد أن كانوا قد هجوه أقبح (١٦) هجاء وحرّضوا عليه بشعرهم ، مثل : عبد الله بن الزّبعرى (١٧) ، مع كثرة أشعاره فى هجائه وشدّة عداوته وتحريضه
__________________
(١) من : عن A (٢) ـ فاتته : فاتت A (٣) ـ فغفا : فغفى B (٤) ـ غلام : مشطوبة فى C (٥) جبير : ـ C (٦) زرق : رزق A (٧) ـ عمير : عميروB ، عمرC (٨) بن : ابن B (٩) قد : ـ A (١٠) امية : + وهو سيدA (١١) ـ ارتكبوا : + منهاA ، + منه BC ـ (١٢) ابو سفيان : أبا سفيان A (١٣) ـ جاءه : جائه A ، جاءC (١٤) قوم من الشعراء : قوم شعراءABC (١٥) كانت : ـ B (١٦) ـ اقبح : لقبح B (١٧) ـ الزبعرى : الزبير جوى B ، الزبعراC