وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ.)
وإنّما أنزل الله عزوجل هذه (١) الآية لمّا قال المشركون : ما هذه الامثال التى يذكرها محمّد ويضربها (٢) بالذّباب والعنكبوت (٣) وغير ذلك ، فعندها أنزل الله عزوجل هذه الآية ؛ وأعلمنا أنّ الذين آمنوا ، يعلمون ما فى الأمثال من الحق ، والذين كفروا يجهلون ذلك ، فيهتدى بها كثير من الناس الذين يعرفون حقائقها ويضلّ بها الفاسقون (٤).
(٣) وقال عزوجل (٥) فى صفة النّار : (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ.) فعرّفنا عزوجل أنّه (٧) ضرب بهذا مثلا (٨) ، يضلّ به من يشاء ويهدى به من يشاء. وقال عزوجل : (وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ.)
وروينا عن بعض أئمّتنا الصادقين (ع) أنّه قال لبعض أصحابه : انظر أن (٩) لا تمرّ بك آية من كتاب الله إلا وأنت تعرف معناها أو تحبّ أن تعلمه ، لتكون (١٠) عالما أو متعلّما ؛ فان الله يقول : وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ. وقال عزوجل : (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ
__________________
(١) ـ هذه : ـ B (٢) ـ يضربها : يضرب بهاBC ـ (٣) العنكبوت : بالعنكبوت A (٤) ـ الفاسقون : العاشقون A (٥) ـ عزوجل : ـ A ـ A ، جل ذكره C (٦) ـ كذلك : ـ C (٧) ـ انه : ان C (٨) بهذا مثلا : بهذه امثالاC (٩) ـ ان : ـ B (١٠) لتكون : ليكوC