ذهب القوم إلى انَّها نزلت في أبي طالب.
وقد فصَّلنا القول فيها في الجزء الثامن ص ٣ : ٨ (١).
__________________
(١) أخرج الطبري وغيره من طريق سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عمن سمع ابن عباس انهُ قال : إنّها نزلت في أبي طالب ، ينهى عن أذى رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يؤذى ، وينأى ان يدخل في الاسلام. تاريخ الطبري ٧ / ١١٠ ، تفسير ابن كثير ٢ / ١٢٧ ، الكشاف ١ / ٤٤٨ ، طبقات ابن سعد ١ / ١٠٥.
وقال القرطبي : هو عام في جميع الكفّار اي ينهون عن اتّباع محمد صلىاللهعليهوآله وينأون عنهُ.
وقيل هو خاص بأبي طالب ينهى الكفار ويتباعد من الايمان بهِ ٦ / ٤٠٦.
قال الاميني : نزول هذهِ الآية في أبي طالب باطلٌ لا يصح من شتى النواحي :
١ ـ إرسال حديثهُ بمن بين حبيب بن ابي ثابت وابن عباس.
٢ ـ ان حبيب بن ثابت انفرد به ولم يرده أحدٌ غيره ، ولا يمكن المتابعة على ما يروه ولو فرضناه ثقة في نفسه بعد قول ابن حبان : إنّهُ كان مدلساً ، والعقيلي : غمزه ابن عون وله عن عطاء أحاديث لا يتابع عليها. التهذيب ٢ / ١٧٩.
ونحن لا نناقش في السند بمكان سفيان الثوري ولا نؤاخذه بقول من قال : انهُ يدسّ ويكتب عن الكذّابين. ميزان الاعتدال ١ / ٣٩٦.
٣ ـ ان الثابت عن ابن عباس بعدّة طرق مسندة يضاد هذه المزعمة. ففيما رواه الطبري ، وابن المنذر ، وابن ابي حاتم ، وابن مردويه من طريق علي بن ابي طلحة. وطريق العوفي عنهُ انها في المشركين الذين كانوا ينهون الناس عن محمد صلىاللهعليهوآله وينأون عنهُ. تفسير الطبري ٧ / ١٠٩ ، الدر المنثور ٣ / ٨ ، ٩ ، تفسير الآلوسي ٧ / ١٢٦.
٤ ـ سياق الآيات الكريمة الدال على ذم اناس ايحاء كانت سيرتهم سيئة مع رسول الله صلىاللهعليهوآله وهم متلبسون بها عند نزول الآية كما هو صريح الخبر المنقول عن القرطبي وان النبي صلىاللهعليهوآله أخبر ابا طالب بنزول الآية.