التدجيل والتمويه على أجر صاحب الرسالة ، والقول المزوَّر ، والفرية الشائنة ، والكذب الصريح ، لكفى عليه عاراً وشنارا.
لم يصرِّح أحدٌ بأنَّ الآية مكيّةٌ فضلاً عن الاتفاق المكذوب على أهل العلم ، وإنّما حسب الرجل ذلك من إطلاق قولهم : إنّ السورة مكية.
فحق المقال فيه ما قدَّمناه ج ١ ص ٢٥٥ ـ ٢٥٨ وفي هذا الجزء ص ٦٩ ـ ١٧١ (١).
ودعوى كون جميع سورة الشورى مكيّةٌ تُكذِّبها استثنائهم قوله تعالى (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) إلى قوله (خَبِيرٌ بَصِيرٌ) وهي أربع آيات. واستثناء بعضهم قوله تعالى (وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ) إلى قوله (مِنْ سَبِيلٍ) وهي عدَّة آيات (٢). فضلاً عن آية المودَّة.
ونصَّ القرطبي في تفسيره ١٦ ص ١ ، والنيسابوري في تفسيره ، والخازن في تفسيره ٤ ص ٤٩ ، والشوكاني في فتح القدير ٤ ص ٥١٠ وغيرهم عن ابن عبّاس وقتادة على أنّها مكيّةٌ إلّا ربع آيات أوَّلها (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً).
وأمّا حديث انَّ الآية نزلت في عليٍّ وفاطمة وابناهما ، وايجاب
__________________
(١) تقدّمت هذهِ الاحالة في الهامش (١) من الصفحة السابقة.
(٢) تفسير الخازن ٥ / ٩٤ ، الاتقان ١ / ٢٧ «المؤلف رحمهالله».