يقول : سمعت أبا إدريس الخولاني يقول / سمعت النواس بن سمعان الكلابي يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يقول : «ما من قلب إلّا هو بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه» وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «اللهمّ يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، والميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ، ويضع آخرين إلى يوم القيامة».
لفظ حديث بشر بن بكر.
٣١٦ ـ أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفّار ، أنا أبو إسماعيل الترمذي ، أنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء قال : حدّثني عمرو بن الحارث قال : حدثني عبد الله بن سالم قال : حدّثني محمد بن سالم الوليد ، أنا الوليد بن مالك الهمذاني أنّ أبا إدريس عائذ الله حدثهم أنّ نواس بن سمعان الكلابي حدثهم يرده إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من قلب إلّا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن يقيمه إذا شاء ويزيغه إذا شاء ، والميزان بيد الله يرفع قوما ويضع آخرين إلى يوم القيامة».
وقد مضى في كتاب «الأسماء والصفات».
وقوله : «بين إصبعين من أصابع الرحمن» أراد به أنّ القلوب كلها تحت قدرته (١) ومثّل لأصحابه قدرة الله تعالى بأوضح ما يعقلون من
__________________
(١) هذا من القول على الله بلا علم ، وهو تأويل باطل محدث لصفات الرحمن ـ جلّ وعلا ـ والذي عليه أهل السنّة والجماعة في هذا الباب هو : «الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه ووصفه به رسوله محمد صلىاللهعليهوسلم من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل ، لأنّه سبحانه لا شبيه له ولا كفو له ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى ، فإنّه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه ، ثم رسله صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون [الواسطية ص ١٣]. فنحن نؤمن بما جاء في الأخبار الثابتة عن الله ـ عزوجل ـ ومما جاء أنّه ـ جلّ وعلا ـ يضحك بلا صفة تصف ضحكه ولا نشبّه ضحكه بضحك المخلوقين بل نؤمن بأنّه يضحك كما أعلم النبي صلىاللهعليهوسلم وسكت عن كيفية ضحكه ـ جلّ وعلا ـ لأن الله ـ عزوجل ـ استأثر بكيفية ضحكه ولم يطلعنا على ذلك ، فنحن قائلون بما قال النبي صلىاللهعليهوسلم مصدقون بذلك ـ