أنفسهم ؛ لأنّ المرء لا يكون أقدر على شيء منه على ما بين إصبعيه. ويحتمل أنّه أراد أنّها بين نعمتي النفع والدفع ، أو بين أثريه في الفضل والعدل يؤيده قوله : «إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه» وروي ذلك أيضا في حديث أم سلمة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم.
٣١٧ ـ أخبرنا أبو سعيد مسعود بن محمد الجرجاني ، أنا حامد الهروي ، أنا أبو علي بشر بن موسى ، أنا أبو عبد الرحمن ح.
٣١٨ ـ وأخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق البزار ـ ببغداد ، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي ـ بمكة ، أنا أبو يحيى بن أبي [مسرة] (١) ، أنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، أنا سعيد بن / أبي أيوب قال : أخبرني عبد الله بن الوليد ، عن سعيد بن المسيب ، عن عائشة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان إذا استيقظ من
__________________
ـ [التوحيد ـ لابن خزيمة ـ ٢ / ٥٦٣].
وقال شيخ الإسلام ـ ابن تيميّة ـ رحمهالله تعالى : «الضحك في موضعه المناسب له صفة مدح وكمال وإذا قدر حيان أحدهما يضحك مما يضحك منه ، والآخر لا يضحك قط ، كان الأول أكمل من الثاني.
ولهذا قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ينظر إليكم الرب قانطين فيظل يضحك ، يعلم أن فرجكم قريب» فقال له أبو رزين العقيليّ : يا رسول الله! أو يضحك الرب؟! قال : «نعم» قال : لن نعدم من رب يضحك خيرا. فجعل الأعرابي العاقل ـ بصحة فطرته ـ ضحكه دليلا على إحسانه وإنعامه ، فدل على أن هذا الوصف مقرون بالإحسان المحمود ، وأنه من صفات الكمال ، والشخص العبوس الذي لا يضحك قط هو مذموم بذلك ، وقد قيل في اليوم الشديد العذاب ، إنّه : (يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً). [مجموع الفتاوى ٦ / ١٢١ ، ١٢٢].
وانظر «رد الإمام الدارميّ على بشر المريسي» (ص ١٧٤).
ولا أدري كيف غفل عن هذا محققه الشيخ محمد حامد الفقي حين علق على كلام الإمام الدارميّ بما نقله من كلام «البيهقي» من كتابه «الأسماء والصفات» في تأويل صفة الضحك ، وكلام «البيهقي» في تأويل صفة الضحك هو بعينه تأويل بشر المريسي الذي نقضه الإمام الدارمي في كتابه! فلا حول ولا قوة إلّا بالله.
(١) في الأصل [ميسرة] وما أثبت من مصادر ترجمته انظر : «سير أعلام النبلاء» (٤ / ٥٩٢).