شَهِيداً) (١). ربي الذي يعلم ما في السموات والأرض من كل غيب ومن ذلك علمه بأني رسوله فشهد لي بذلك بإنزاله عليّ هذا الكتاب وأخيرا وبعد هذا البيان يقول تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا (٢) بِالْباطِلِ) وهو تأليه المخلوقات من دون الله (وَكَفَرُوا) بأولوهية الله الحق (أُولئِكَ) البعداء في الفساد العقلي وسوء الفهم (هُمُ الْخاسِرُونَ) في صفتهم حين اشتروا الكفر بالإيمان واستبدلوا الضلالة بالهدى.
هذا ما دلت عليه الآيات الثلاث فلتعد تلاوتها بالتأنّي والتدبر.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١) تقرير النبوة المحمدية بالأدلة القاطعة التي لا ترد ، وهي أربع كما ذكر آنفا.
٢) بيان أكبر معجزة لإثبات النبوة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم وهي نزول القرآن الكريم عليه وفي ذلك قال عليه الصلاة والسّلام كما في البخاري (٣) : «ما من نبي إلا أوتي ما على مثله آمن البشر ، وكان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليّ فأنا أرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة».
٣) القرآن الكريم رحمة وذكرى أي عبرة وعظة للمؤمنين به وبمن نزل عليه.
٤) تقرير خسران المشركين في الدارين لاستبدالهم الباطل بالحق والعياذ بالله تعالى.
(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَوْ لا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٥٣) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ (٥٤) يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٥))
__________________
(١) (شَهِيداً) أي : يشهد لي بالصدق فيما أدّعيه من أني رسول وأنّ هذا كتابه.
(٢) قال يحيى بن سلام : الباطل هنا : إبليس وهو شامل لإبليس ولعبادة الأوثان وما في التفسير أعم ، إذ اللفظ يشمل عبادة غير الله مطلقا وهو الباطل.
(٣) أخرجه ابن كثير بهذا اللفظ : (وما من الأنبياء من نبي إلّا قد اعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليّ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة) وقال : أخرجاه من حديث الليث.