عليهم قولتهم الفاجرة (أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ)؟ لا لا ، ما آتاهم الله من كتاب ولا جاءهم قبل محمد من نذير إذا فلا حجة لهم إلا التقليد الأعمى للآباء والأجداد الجهال الضلال وهو ما حكاه تعالى عنهم فى قوله : (بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ) أى (١) ملة (وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ) أى ماشون مقتفون آثارهم وقوله تعالى : (وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ) أي رسول إلا قال مترفوها أى متنعموها بنضارة العيش وغضارته (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ) أي ملة ودين (وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ) أي متبعون لهم فيها. فهذه سنة الأمم قبل أمتك يا رسولنا فلا تحزن عليهم ولا تك في ضيق بما يقولون ويعتقدون ويفعلون أيضا. وهو معنى قوله تعالى (وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) إلى آخر الآية.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ تقرير صفة من صفات الإنسان قبل شفائه بالإيمان والعبادة وهى الكفر الواضح المبين.
٢ ـ وجوب إنكار المنكر ومحاولة تغييره فى حدود ما يسمح به الشرع وتتسع له طاقة الإنسان.
٣ ـ بيان حال المشركين العرب فى الجاهلية من كراهيتهم البنات خوف العار وذلك لشدة غيرتهم.
٤ ـ بيان ضعف المرأة ونقصانها ولذا تكمل بالزينة ، وان النقص فيها فطرى في البدن والعقل معا.
٥ ـ بيان ان من قال قولا وشهد شهادة باطلة سوف يسأل عنها يوم القيامة ويعاقب عليها.
٦ ـ حرمة القول على الله بدون علم فلا يحل أن ينسب إلى الله تعالى شىء لم ينسبه هو تعالى لنفسه.
٧ ـ حرمة التقليد للآباء وأهل البلاد والمشايخ فلا يقبل قول إلا بدليل من الشرع.
(قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (٢٤) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٢٥) وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (٢٦) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (٢٧) وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢٨) بَلْ
__________________
(١) لفظ الأمة هنا يراد به الدين والملة والطريقة أيضا ومن شواهد ذلك :
كنا على أمة آبائنا |
|
ويقتدي الآخر بالأول |
وهل يستوي ذو أمة وكفور؟