مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (٢٩) وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ (٣٠) وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٣٢))
شرح الكلمات :
(قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ) : قال لهم رسولهم : أتتبعون آباءكم ولو جئتكم بأهدى أي بخير مما وجدتم عليه آباءكم هداية إلى الحق والسعادة والكمال.
(قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) : أي قال المشركون لرسلهم ردّا عليهم إنا بما ارسلتم به كافرون أى جاحدون منكرون غير معترفين به.
(فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) : أي كانت دمارا وهلاكا إذا فلا تكترث بتكذيب قومك يا رسولنا.
(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ) : أى وأذكر إذ قال إبراهيم أبو الأنبياء خليل الرحمن
(إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) : أي برىء مما تعبدون من أصنام لا أعبدها ولا اعترف بها.
(إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) : أي لكن الذى خلقنى فإني أعبده وأعترف به فإنه سيهدني أي يرشدنى إلى ما يكملنى ويسعدنى في الحياة الدنيا وفى الآخرة.
(وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) (١) : أي وجعل إبراهيم كلمة التوحيد «لا إله إلا الله» باقية دائمة فى ذريته إذ وصاهم بها كما قال تعالى ووصى بها إبراهيم بنيه.
(لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) : أي رجاء أن يتوبوا إلى الله ويرجعوا إلى توحيده كلما ذكروها وهى لا إله إلا الله.
__________________
(١) لفظ العقب الوارد في الآية وفي الحديث الصحيح من أعمر عمرى فهي له ولعقبه فإنها للذي أعطيها لا ترجع إلى الذي اعطاها لأنه اعطى عطاء وقعت فيه المواريث قال ابن العربي ترد هذه اللفظة على أحد عشر لفظا وهي الولد والبنون والذرية والعقب والنسل والآل والقرابة والعشيرة والقوم والموالي.