(وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ (٦٠) أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٦١))
شرح الكلمات :
(وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ) : أي وما أعطاكم الله من مال أو متاع.
(فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها) : فهو ما تتمتعون به وتتزينون ثم يزول ويفنى.
(وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى) : أي وما عند الله من ثواب وهو الجنة خير وأبقى.
(أَفَلا تَعْقِلُونَ) : لأن من يؤثر القليل الفاني على الكثير الباقي لا عقل له.
(وَعْداً حَسَناً) : أي الجنة.
(فَهُوَ لاقِيهِ) : أي مصيبه وحاصل عليه وظافر به لا محالة.
(مِنَ الْمُحْضَرِينَ) : أي في نار جهنم.
معنى الآيتين :
لقد سبق في هذا السياق أن المشركين اعتذروا عن الإسلام بعذر مادي بحت وهو وجود عداوة بينهم وبين سائر العرب. يترتب عليها حروب وتعطل التجارة إلى غير ذلك. فقوله تعالى هنا (وَما أُوتِيتُمْ (١) مِنْ شَيْءٍ (٢) فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) هو خطاب لهم ولكل من يؤثر الحياة الدنيا على الآخرة فيستحل المحرمات ويعطل الأحكام ويضيع الفرائض والواجبات لتعارضها في نظره مع جمع المال والتمتع بالحياة الدنيا. وقوله تعالى : (وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ) أي من مال ومتاع وإن كثر (فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) أي فهو متاع الحياة الدنيا (وَزِينَتُها) أي تتمتعون وتتزينون به أياما أو أعواما ثم ينفد ويزول ، أو تموتون عنه وتتركونه (وَما عِنْدَ اللهِ)
__________________
(١) في هذه الآية الكريمة تذكرة لقريش التي آثرت الدنيا على الآخرة فردت الإسلام مخافة أن يؤثر على حياتها الاقتصادية والأمنية في تصورها الهابط المتهالك وهي أيضا تذكرة لكل الذين يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة.
(٢) (مِنْ) بيانية فقوله : (مِنْ شَيْءٍ) بيان لما في قوله : (وَما أُوتِيتُمْ) والمتاع ما يتمتّع به زمنا ثمّ يزول ، والزينة تطلق على ما يحسن الأجسام.