ولأن مرزا غلام أحمد كان صنيعة الإنجليز فقد دعا إلى ضرورة طاعة الإنجليز الذين هم فى نظره أولى الأمر. يقول غلام أحمد فى" ضرورة الإمام ص ٢٣" : " أنا أشكر الله عزوجل أنه أظلنى تحت ظل رحمة بريطانية التى أستطيع تحت ظلها أن أعمل وأعظ ، فواجب على رعية هذه الحكومة المحسنة أن تشكر لها وخصوصا عليّ أن أبدى لها الشكر الجزيل ؛ لأنى ما كنت أستطيع أن أنجح فى مقاصدى العليا تحت ظل أى حكومة أخرى سوى حكومة حضرة قيصر الهند. وقال : لعنة الله على من يريد أن يكون تحت أمر الأمير مع أن الله قال : أطيعوا الله والرسول وأولى الأمر ، فالمراد من أولى الأمر هاهنا" الملك المعظم ؛ ولذا أنا أنصح مريدى وأشياعى بأن يدخلوا الإنجليز فى أولى الأمر ويطيعوه من صميم قلوبهم" (١).
لقد صنع الإنجليز من بعض القاديانية جواسيس للحكومة الإنجليزية ، لقد أغرت نفوسهم بالجنية الاسترلينى ، وعيونهم ببريق الذهب فصاروا من أكبر الجواسيس لدى الإنجليز.
يقول أبو الحسن الندوى : " لقد أمدت هذه الحركة القاديانية وهذه الفئة الحكومة الإنجليزية بخير الجواسيس لمصالحها ، خدموا الحكومة الإنجليزية فى الهند وخارج الهند ، وبذلوا نفوسهم ودماءهم فى سبيلها بسخاء ، كعبد اللطيف القاديانى الّذي كان فى أفغانستان يدعو إلى القاديانية ويستنكر الجهاد ، وخافت الحكومة الأفغانية أن تقضى دعوته على عاطفة الجهاد والروح الحربية التى يمتاز بها الشعب الأفغانى فقتلته ، كذلك الملا عبد الحليم والملا نور
__________________
(١) نقلا عن إحسان إلهى نظير ، القاديانية دراسة وتحليل ، ص ٢٧