والحقيقة إن هذه الآية أكبر دليل على ختم النبوة ، فالله سبحانه وتعالى أكمل برسالة الإسلام الدين ، فلا دين بعده ، ولا نبى بعده ، لاكتمال الرسالة وختمها برسول الله ، صلىاللهعليهوسلم.
الأدلة من السنة على استمرار النبوة فى زعم القاديانيين :
عن ابن عباس ، رضى الله عنه : " لما توفى إبراهيم ابن الرسول قال رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، لو عاش لكان صديقا نبيّا". [أخرجه ابن ماجة].
يقول القاديانيون : إن هذا الحديث فيه دلالة واضحة على أن الرسول ، صلىاللهعليهوسلم ، ليس خاتم الأنبياء.
والمسألة أن القاديانيين ليسوا بعلماء فى الحديث النبوى ؛ ولذا فهم لا يعرفون المطلق والمقيد والعام والخاص ، فحديث : " لو عاش ـ أى إبراهيم ـ لكان صديقا نبيّا" روى بروايات متعددة وحديث أنس عند ابن منده يحل الإشكال تماما وهو : " ولو بقى أى إبراهيم ابن رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم لكان نبيّا ولكن لم يكن ليبقى ؛ لأن نبيكم آخر الأنبياء" (١).
ثم إن كل الأحاديث التى رويت بهذا المعنى علقت بصيغة شرطية ، ولم يتحقق الشرط وهو عدم وفاة إبراهيم ، فلم يتحقق الجواب ، وهو أن يكون نبيّا" (٢).
__________________
(١) فتح البارى ، ١٠ / ٥٧٩.
(٢) المرجع السابق ، نفس الجزء والصفحة.