ويقول العلامة ابن كثير : " فهذه الآية نص فى أنه لا نبى بعده ، وإذا كان لا نبى بعده فلا رسول بعده بالطريق الأولى والأحرى ؛ لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة ، فإن كل رسول نبى ولا ينعكس" (١).
ولأن الله سبحانه وتعالى جعل نبيه محمدا ، صلىاللهعليهوسلم ، خاتم الأنبياء والرسل أجمعين فقد جعل رسالته عامة للبشر جميعا يقول تعالى : (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) (٢).
يقول الإمام الطبرى فى تفسيره : " قل يا محمد للناس كلهم إنى رسول الله إليكم جميعا لا إلى بعضكم دون بعض ، كما كان من قبلى من الرسل مرسلا إلى بعض الناس دون بعض" (٣).
وتأكيدا لهذا المعنى فقد امتلأ كتاب الله تعالى بآيات كثيرة تبين للناس أن صاحب الرسالة الخاتمة ، صلىاللهعليهوسلم ، رسالته عامة للبشر جميعا يقول تعالى : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ) (٤). وقال تعالى : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) (٥). وقال تعالى : (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) (٦).
ولأن الله سبحانه وتعالى جعل الإسلام الدين الخاتم ، ورسوله الرسول
__________________
(١) ابن كثير : تفسير القرآن العظيم ، ٣ / ٤٩٣
(٢) سورة الأعراف : من ١٥٨
(٣) أبو جعفر الطبرى : التفسير ، ٩ / ٨٦
(٤) سورة سبأ : ٢٨
(٥) سورة الأعراف : من ١٥٨
(٦) سورة الأنبياء : ١٠٧