ـ سبحانه وتعالى ـ أشد الهلاك ، لكن الله ـ سبحانه وتعالى ـ أجّل عذاب من كذّب برسالة محمد ، صلىاللهعليهوسلم ، إلى موته أو إلى قيام الساعة ؛ لأن الله سبحانه وتعالى أرسله رحمة للعالمين ، (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) (١). وقال تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) (٢).
ولقد نسخ الله تعالى برسالة محمد ، صلىاللهعليهوسلم ، جميع الشرائع التى كانت قبل الإسلام وارتضى للناس دينه الخاتم شريعة وعقيدة يقول تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (٣).
وأخذ الله العهد على جميع أنبيائه ورسله أن يؤمنوا بمحمد ، صلىاللهعليهوسلم ، إذا بعث محمد وهم أحياء ، فعليهم الإيمان به وبنصرته ، قال تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) (٤).
__________________
(١) سورة الأنبياء : ١٠٧
(٢) سورة الأنفال : ٣٣
(٣) سورة المائدة : ٣
(٤) سورة آل عمران : ٨١