وأدرانها ، وقد ترتب على القول بالتناسخ القول بعدم انقطاع النبوة ؛ لأنه بموت الرسول لا تنقطع الرسالة ؛ لحلول روح الرسول فى بدن شخص آخر يحمل رسالة الرسول الّذي مات.
ولعلنا نستطيع أن نفهم الآن العلاقة القوية بين الحلول والتناسخ ، فالقول بالتناسخ يؤدى إلى القول بالحلول. والحقيقة إننا نجد فى كتابات المرزا غلام أحمد نصوص واضحة تؤكد القول بالحلول والتناسخ وزعم أن الله حلّ روح عيسى فى روحه ، ثم مضى مئات الأفراد تحققت فيهم الحقيقة المحمدية.
يقول مرزا غلام أحمد : " إن الله أرسل رجلا كان نموذجا لروح عيسى ، وقد ظهر فى مظهره وسمى المسيح الموعود ؛ لأن الحقيقة العيسوية قد حلت فيه ، ومعنى ذلك أن الحقيقة العيسوية قد اتحدت به ، وقد مضى مئات من الأفراد تحققت فيهم الحقيقة المحمدية ، وكانوا يسمون عند الله عن طريق الظل محمد وأحمد" (١).
وفى نفس الكتاب يزعم غلام أحمد أنه قد أعطى نصيبا من الصفات التى كانت للأنبياء ، وأن الله تعالى أراد أن يتمثل جميع الأنبياء فى شخصه فيقول : " لقد أعطيت نصيبا من جميع الحوادث والصفات التى كانت لجميع الأنبياء .... ولقد أراد الله أن يتمثل جميع الأنبياء والمرسلين فى شخص رجل واحد ، وإننى ذلك الرجل" (٢).
ويزعم أنه يوحى إليه من السماء ، وأن لسانه ينطلق بكلمات هى من صنع الله تعالى فيقول فى الخطبة الإلهامية : " أوحى الرب صباح عيد
__________________
(١) مرزا غلام أحمد : آلية كمالات إسلام ، ص ٣٤٤ ، ٣٤٦
(٢) مرزا غلام أحمد : آلية كمالات إسلام ، ص ٨٩ ، ٩٠