وسلم ، وختم
الرسالات السماوية به ، " إن معجزات الرسل السابقين الدالة على صدق نبوتهم هى
وثائق تنقضى يراها الذين عاصروا الأنبياء فيؤمنون حق الإيمان بما جاءت على يدهم ،
ولا يراها الذين يأتون من بعدهم ، بل تصل إليهم أخبارها فيضعف تأثيرها على الأمم
التالية ، ثم إن المعجزات توافق عقول تلك الأزمان التى كان فيها العقل فى طور
الطفولة ، والآن بعد أن ترقى العقل وكثرت المعارف ودخلت الشبهات على الأديان ضعف
تأثير هذه المعجزات على أتباع الأديان أو بالأحرى ضعف الإيمان وسرى الإلحاد ، فكان
الدين بحاجة إلى دلائل ، وبراهين على صحته غير البراهين السالفة.
فالقرآن هو الكتاب
المعجز للبشر بهدايته وتشريعه وأسلوبه وأحكامه التى تتميز بخلودها وبقائها على
الزمن ، فقد أنزل القرآن بعد أن ترقى العقل البشرى ، فكان البرهان الّذي أتى به
يتفق مع هذا الرقى" .
الحقيقة إن كلام
الله تعالى فى قرآنه المجيد هو وحى السماء إلى الأرض ، أما كلمات الشيرازى فهى
تنبئ عن كذب صاحبها ، فما هذه الكتب إلا أوهام صاحب فكر مضطرب أو مخرب يضمر شرّا
بالإسلام وأهله ، فاخترع للناس دينا آخر ، وكتابا موضوعا (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ
بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) .
__________________