وكان حسين على ـ منذ صباه ـ محبّا لمعرفة العلوم الباطنية ، شغوفا بالاطلاع على الأفكار الغربية والفلسفات الشاردة والفكر المنحرف ، كذا أخوه يحيى الّذي لقبه الباب بصبح أزل .. فما أن عرف بدعوة الباب الخارجة عن الإسلام ، وبأفكاره المنحرفة عن جادة الإسلام ، وميوله الإلحادية ودعوته الانحلالية حتى سارع مع أخيه للانضمام إلى جماعته والسير فى ركاب مذهبه الهدام ، والتفانى فى خدمة عقيدته الفاسدة.
وقال بعض الباحثين أن يحيى الملقب بصبح أزل وحسين على البهاء اجتمعا بالباب أثناء سجنه بقلعة جهريق بأذربيجان ، واتفقا معه على الإيمان بدعوته" فبايعاه على الكفر ، وعاهداه على دعوة الناس إليه ، وشخصا إلى طهران يبثان فى ملتها أضاليله وكفرياته ، ثم انحدر البهاء إلى مازندران وطاف ببلدانها يدعو إلى هذا الإفك مبتدئا من بلدة نور الإيرانية مسقط رأسه ، ثم قفل راجعا إلى طهران ، وكان ذلك فى آخر أيام الشاه محمد رحمة الله عليه" (١). وكان فى حوالى السابعة والعشرين من عمره حين اعتنق البابية ، قال أحد أتباعه فى كتابه بهاء الله والعصر الجديد : " لما أعلن الباب دعوته اعتنق أمر الدين الجديد بشجاعة وكان إذ ذاك فى السنة السابعة والعشرين من عمره" (٢). أى أنه كان بابيّا منذ عام ١٢٦٠ ه الموافق لعام ١٨٤٤ م ، أى مع بداية الدعوة البابية.
وفى مؤتمر بدشت أشهر مؤتمرات البابية ، والّذي أشرنا إليه من قبل استطاع حسين على أن يؤثر على قرة عين ، بشبابه وجاذبيته ، فهامت به
__________________
(١) فاضل ، محمد : الحراب فى صدر البهاء والباب ، ص ٢٥٧ ـ ٢٥٨.
(٢) أسلمنت : بهاء الدين والعصر الجديد : ص ٣٢.