قال : الموهوم وصحو المعلوم قال : زدنى بيانا. قال : نور أشرق من صبح الأزل فلاح على هياكل التوحيد وأناره. قال : زدنى بيانا. قال كرم الله وجهه : أطفئ السراج فقد طلع الصبح" (١).
ويكاد يجمع الباحثون والمؤرخون على أن الباب استخلف الميرزا يحيى أخو البهاء قبل هلاكه ، وأن البهاء بمكره استطاع أن يدعى أنه خليفة الباب وليس الميرزا يحيى هو الخليفة وقد استفاد من كونه وكيلا لأخيه صبح أزل ، فقد أنعم عليه الباب بالوكالة ، وزعم أنه الخليفة لا صبح أزل واحتدم الخلاف بين الأخوين لدرجة أن كلا منهما دس لأخيه السم فى طعامه دون طائل.
ولما احتدم الخلاف بين الأخوين نفت الحكومة التركية البهاء وأتباعه إلى عكا ، وصبح أزل وأتباعه إلى فاماغوسا بقبرس. وقد وصف صبح أزل أخاه البهاء فى كتابه" ألواح" بالعجل ، ووصف البهاء صبح أزل فى كتابه الأقدس بالمشرك الكافر.
وفى الوقت الّذي وضع فيه البهاء كتاب" الإيقان" للدفاع عن عقائد البابية والدفاع عن الشيرازى وأفكاره الغريبة نجد أن البهاء يدعى أيضا أنه هو الّذي أرسل الباب ، ومن الطرائف أن كتاب الإيقان يتنازع فيه صبح أزل والبهاء حيث يدعى كل واحد منها بأنه من تأليفه ، والجدير بالذكر أن الإيقان الخطى باسم الميرزا يحيى صبح أزل" (٢).
__________________
(١) فاضل ، محمد : الحراب فى صدر البهاء والباب ، ص ٢٥٧.
(٢) إحسان إلهى ظهير : البهائية ، هامش ص ٢٩.