أراد شاه إيران ناصر الدين القبض عليه ومحاكمته لتهمة تدبيره محاولة اغتياله ففر هاربا إلى السفارة الروسية فآوته ودافعت عنه ، وحينما طلبت الحكومة الإيرانية من السفير الروسى تسليمه رفض رفضا باتّا ، بل أرسله إلى منزل صديق الروس وعميلهم الكبير آنذاك آقا خان رئيس وزراء إيران وكتب إليه رسميّا : " عن الحكومة الروسية ترغب أن لا يمسه أحد بسوء ، وأن يكون فى حفظ وحماية تامة ، وحذره أن يكون رئيس الوزراء مسئولا شخصيّا إذا لم يعتن به".
وطبيعى أن رئيس الوزراء ذو السلطة الوثيقة بالروس وبالبهاء وعائلته أن يعتنى به شخصيّا أكثر من اللازم ، فأخفاه عنده واستضافه فى بيته بعض أيام ، ثم قدمه إلى المحاكمة واعتقل أربعة أشهر ، وظهر وقوف سفارة روسيا وعميلهم آقا خان بجانب البهاء حتى تمت تبرئته من محاولة تدبير اغتيال ناصر الدين شاه القاجار ، وهكذا لعبت حكومة روسيا وسفارتها دورا بارزا فى خروج عميلها البهاء من السجن ، وكانت أصابع رئيس الوزراء الخفية تلعب دورها من وراء ستار لتخرجه من معتقله ؛ حتى يتمكن من نشر مذهبه البهائى ويستطيع من خلاله إحداث التخريب الّذي يريدونه لتحطيم عقائد المسلمين ، فروسيا كانت تعلم جيدا مدى أهمية نشر هذه المبادي الهدامة كى تستطيع أن تصيب عقائد المسلمين وتفسد مبادي هذا الدين القويم.
ولقد ذكر المازندرانى نفسه هذه العلاقة الحميمة بينه وبين الروس وأثنى كثيرا على سفير روسيا فى طهران ، وعلى ملك الروس ، وبين أنه لو لا تدخل حكومة روسيا فى مسألته لظل فى أغلال السجن ، وقيوده الرهيبة