فى مقام الربوبية ، ولهذا حين مات البهاء بكاه ابنه عبد البهاء فى مكاتيبه وقال : " إلهى إلهى ، تفتت كبدى ، واحترقت أحشائى فى مصيبتك الكبرى ورزيتك العظمى" (١).
وقد دفن البهاء قرب منزله بمنطقة بهجة فى عكا بأرض فلسطين التى قضى فيها حوالى ربع قرن من الزمان يدعو لمذهبه.
وينقل عمر عنائت فى كتابه العقائد عن أحد أبناء البهاء أنه جن فى أواخر أيامه ، وكان ابنه عباس عبد البهاء يعمل كحاجب له ، فاستأثر بالأمر وأغدق على الجماعة أموالا" (٢).
وعباس أفندى كما ذكرنا هو وصى البهاء ، ويذكر أسلمنت الداعية البهائى فى كتابه بهاء الله والعصر الجديد : " وكانت الوصية من الألواح الأخيرة التى نزلت وأمضاها وأختمها بنفسه ، وفضّت بعد تسعة أيام من صعوده بواسطة نجله الأكبر بحضور أعضاء أسرته وبعض الأصحاب ، وعرفوا مضمون الكتاب المختص الشهير بكتاب العهد ، وعلى مقتضى هذه الوصية أصبح عبد البهاء بدلا عن والده ومفسرا لتعاليمه ، وقد أمر بهاء الله أسرته وأقرباءه وجميع الأحباب أن يتوجهوا إليه ويطيعوه ، وبهذا الترتيب امتنع ظهور الانقسام بين الأحباء وأصبح الاتحاد على الأمر مضمونا" (٣).
__________________
(١) مكاتيب عبد البهاء العباس : طبعة الهند ، ص ٢٠٢.
(٢) عنائت عمر : العقائد ، طبعة مصر ، ١٩٢٨ م ، ص ١٥٦.
(٣) أسلمنت : بهاء الله والعصر الجديد ، طبعة مصر ، ص ٤٧.