ولم يأت في آيه قولٌ ، ولم يُدوّن في تفسيره كتابٌ ، ولم يرد في بيانه حديثٌ ، وكأنّ الرجل قد أتى بشرعٍ جديد ، ورأي حديث ، ودين مخترع ، ومذهب مبتدع ، لا يُساعده أيّ مبدأ من مبادئ الإسلام ، ولا شيءٌ من الكتاب أو السنّة.
ما قيمة مغفّل وكتابه وهو يرى الأمة شريكةً لنبيّها في كلّ ما كان له ، وفي كلّ فضيلة وكمال تستوجبها الرسالة ، وشريكة لنبيّها في أخصّ خصائص النبوة ، ويرى رسالة الأمة متصلة بسورة رسالة النبي من غير فصل ، ويستدلّ على رسالة الأمة بقوله تعالى (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) (١) وبقوله (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) (٢).
والكلام مع في هذه الأساطير كلّها يستدعي فراغاً أوسع من هذا ، ولعلّه يُتاح لنا في المستقبل الكشّاف إن شاء الله تعالى ، وقد أغرق نزعاً في تفنيد أباطيله العلّامة المبرور الشيخ مهدي الحجّار النجفي نزيل المعقل (٣).
__________________
(١)سورة التوبة آية ١٢٨. (المؤلف)
(٢) سورة الفتح آية ٢٩. (المؤلف)
(٣) أحد شعراء الغدير في القرن الرابع عشر. يأتي هناك شعره وترجمته. (المؤلف)
لعلّهُ مذكور في القسم غير المطبوع من الغدير.