الإمام ، رشدها وعقلها يُغنيها عن كل إمام.
أنا لا أنكر على الشيعة عقيدتها أنّ الأئمة معصومةٌ ، وإنما أنكر عليها عقيدتها أنّ أمة محمد لم تزل قاصرةً ، ولن تزال قاصرةً ، تحتاج إلى وصاية إمام معصوم إلى يوم القيامة ، والأمة أقرب إلى العصمة والاهتداء من كل إمام معصوم ، وأهدى إلى الصواب والحق من كلّ إمام معصوم ، لأنّ عصمة الإمام دعوى ، أمّا عصمة الأمة فبداهة وضرورة بشهادة القرآن.
ليس يُمكن في العالم نازلة ليس لها جوابٌ عند الأمة ، وعقلنا لا يتصور احتياج الأمة إلى إمام معصومٍ ، وقد بلغت رشدها ، ولها عقلها العاصم ، وعندها كتابها المعصوم ، وقد حازت بالعصوبة كلّ مواريث نبيها ، وفازت بكلّ ما كان للنبي بالنبوة.
الأمة بعقلها وكمالها ورشدها بعد ختم النبوة أكرم وأعزّ وأرفع من أن تكون تحت وصاية وصيّ تبقى قاصرةً إلى الأبد (١).
__________________
(١) الوشيعة في نقد عقائد الشيعة : ٥٤ ـ ٥٦ (مطبعة الكيلاني)