وممّا يُماثل هذا النصّ حديث سفينة نوح حيث شبّه فيه نفسه وأهل بيته ـ ويريد الأئمة منهم ـ بسفينة نوح التي من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق (١) ، فحصر النجاة باتّباعهم المستعار له ركوب السفينة ، ولو أنّ لهم علوماً وافيةً بإرشاد الأمة وأنها لا تهتدي إليها إلّا بالأخذ منهم لما استقام هذا التشبيه ولا اتسق ذلك الكلام.
__________________
جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به ، أني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه فأيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم.
قال : فأحجم القوم عنها جميعاً ، وقلت واني لأحدثهم سناً ، وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً ... أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي ثمّ قال : ان هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا.
قال : فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.
وبهذا اللفظ أخرجه ابو جعفر الاسكافي في كتابه نقض العثمانية ، والفقيه برهان الدين في أنباء نجباء الأبناء : ٤٦ ـ ٤٨ ، وابن الأثير في الكامل ٢ / ٢٤ ، وابو الفداء في تاريخه ١ / ١١٦ الخفاجي في شرح الشفا للقاضي عياض ٣ / ٣٧ ، والخازن في تفسيره : ٣٩٠ ، والسيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه ٦ / ٣٩٢ ، وجرجي زيدان في تاريخ التمدن الإسلامي ١ / ٣١ ، والاستاذ محمد حسين هيكل في حياة محمد : ١٠٤ (المؤلف)
وللحديث صور أخرى ذكرها المؤلف رحمهالله وأوصلها إلى سبعة صور مع مصادرها في غديره ٢ / ٢٨٠ ـ ٢٨٤.
(١)أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه ١٢ / ٩١ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٥١ وصححهُ (المؤلف).