وكان يرى صلىاللهعليهوآلهوسلم مسيس حاجة أمته إلى الخليفة من يوم بدء دعوته يوم أمر بانذار عشيرته كما مرّ حديثه ج ٢ ص ٢٧٨ (١).
__________________
«هذا الخبر يُفهم وجود من يكون أهلاً للتمسك به من عترته في زمن إلى قيام الساعة حتى يتوجه الحثُّ المذكور على التمسك به كما أن الكتاب كذلك ، فلذا كانوا أماناً لأهل الأرض فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض ..».
(١) في ط ٢ ، وص / ٢٥ من ط ١ (المؤلف)
أخرج الطبري في تاريخه ٢ / ٢١٦ عن ابن حميد قال : حدثنا سلمة قال : حدثني محمد بن اسحاق ، عن عبد الغفار بن القاسم ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال : لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، «وانذر عشيرتك الأقربين» دعاني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا علي ان الله يأمرني أن انذر عشيرتك الأقربين فقضت بذلك ذرعاً وعرفت اني متى أبادئهم بهذا الأمر أرى منهم ما اكره ، فصمتُ عليه حتى جاء جبرئيل فقال يا محمد إنك إلّا تفعل ما تؤمر به يُعذّبك ربك ، فاصنع لنا صاعاً من طعام واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عسّاً من لبن ثمّ اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به. ففعلت ما أمرني به ثمّ دعوتهم له وهم يومئذٍ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه وفيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به فلما وضعته تناول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جذبة من اللحم فشقها بأسنانه ثمّ ألقاها في نواحي الصحفة ثمّ قال : خذوا بسم الله. فأكل القوم حتى مالهم بشيء حاجة وما أرى إلّا موضع أيديهم ، وايم الله الذي نفس علي بيده وان كان الرجل والواحد منهم ليأكل ما قدّمت لجميعهم ، ثمّ قال اسق القوم ، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعاً ...
ثمّ تكلم رسول الله فقال : يا بني عبد المطلب ، اني والله ما اعلم شاباً في العرب