وان رمت الوقوف على الآراء المتضاربة حول أحاديث هذه الأقوال والكلمات الطويلة والعريضة فيها فخذ القول الأوّل مقياساً ، وقد أخرج حديثه خمسة من أئمة الصحاح الستّ في صحاحهم ، وغيرهم من أئمة الحديث في مسانيدهم (١) ، وأنهوا إسناده إلى عليّ أمير المؤمنين.
فتكلّم القوم فيه فمن قائل (٢) بأنّ تحريم المتعة يوم خيبر صحيحٌ لا شكّ فيه.
وآخر يقول (٣) هذا شيء لا يعرفه أحدٌ من أهل السير ورواة الأثر أن المتعة حرّمت يوم خيبر.
وثالث (٤) يقول : إنّه غلط ولم يقع في غزوة خيبر تمتع بالنساء.
ورابع (٥) يقول : إن التاريخ في الحديث إنّما هو في النهي عن لحوم
__________________
١ / ٤٤٣ ، فتح الباري ٩ / ١٣٨ ؛ ارشاد الساري ٨ / ٤١ ؛ شرح صحيح مسلم للنوري هامش الإرشاد ٦ / ١٢٤ ـ ١٣٠ ، شرح الموطأ للزرقاني ٢ / ٢٤. (المؤلف)
(١) صحيح البخاري ص ٨ ص ٢٣ ، صحيح مسلم ١ / ٣٩٧ ؛ سنن ابن ماجة ١ / ٦٠٤ ، سنن الدارمي ٢ / ١٤٠ ؛ صحيح الترمذي ١ / ٢٠٩ ، سنن النسائي ٦ / ١٢٦. (المؤلف)
(٢) قاله القاضي عياض وحكاه عنه الزرقاني في شرح الموطأ ٣ / ٢٤. (المؤلف)
(٣) قاله السهيلي في الروض الانف ٢ / ٢٣٨. (المؤلف)
(٤) قاله أبو عمر صاحب الاستيعاب وحكاه عنه الزرقاني في شرح المواهب ٢ / ٢٣٩ ، وفي شرح الموطأ ٢ / ٢٤. (المؤلف)
(٥) قاله ابن عيينة في سنن البيهقي ٧ / ٢٠١ ، وزاد المعاد ١ / ٤٤٣. (المؤلف)