والمتعة المعاطاة بين الأُمّة الشيعيَّة ليست إلّا ما ذكرناه ، وليس إلّا نوعاً واحداً ، والشيعة لم ترَ في المتعة رأياً غير هذا ، ولم تسمع أُذن الدنيا أنواعاً لِلمتعة تقول بها فرقةٌ من فرق الشيعة ، ولم تكن لأيِّ شيعيٍّ سابقة تعارف بانقسامها على الصغرى والكبرى ، وليس لأيِّ فقيه من فقهاء الشيعة ولا لعوامهم من أوَّل يومها إلى هذا العصر ـ عصر الكذب والاختلاق ، عصر الفرية والقذف عصر القصيميِّ ـ إلماماً بهذا الفقه الجديد المحدَث ، فقه القرن العشرين لا القرون الهجريَّة.
وأمَّا القصيميُّ ـ ومَن يُشاكله في جهله المُطبق ـ فلا أدري ممَّن سمع ما تخيَّله من الأنواع؟ وفي أيّ كتابٍ من كُتب الشيعة وجده؟ وإلى فتوى أيِّ عالمٍ من علمائها يستند؟ وعن أيِّ إمام من أئمَّتها يروي؟ وفي أيِّ بلدةٍ من بلادها أو قرية من قراها أو بادية من بواديها وجد هذه المعاطاة المكذوبة عليها؟ أيم الله كلُّ ذلك لم يكن ، لكنَّ الشياطين يوحون إلى أوليائهم زخرف القول غرورا.
١٤ ـ قال : إنَّ أغبى الأغبياء وأجمد الجامدين من يأتون بشاة مسكينةٍ وينتفون شعرها ، ويعذِّبونها أفانين العذاب ، موحياً إليهم ضلالهم وجرمهم أنَّها السِّيدة عائشة زوج النبيِّ الكريم وأحبُّ أزواجه إليه.