الماء ، والأراضي التي أوقفها لوجه الله سبحانه ، والطعام المفضّل لديه ، بل وكيفية مشيته وأكله وشربه ، وما يرتبط بلحيته المقدّسة وخضابه لها ، وغير ذلك ، ولا زالت آثار البعض منها باقية إلى يومنا هذا (١).
هذه كلمة موجزة عن موقف الموضوع عند العقلاء عامة والمسلمين خاصّة ، فهلمّ معي ندرس المسألة في ضوء الكتاب والسنّة حتى تتجلّى الحقيقة بأعلى مظاهرها ، وإنّ صيانة قبور الأنبياء والأولياء والشهداء وتعميرها وتشييدها بقباب ، هي ممّا دعا إليها الكتاب والسنّة النبويّة وسيرة المسلمين إلى أوائل القرن الثامن ، عصر إثارة الشكوك حول هذا الموضوع وغيره ، عصر ابن تيمية (٧٦١ ـ ٧٢٨ ه) الذي أثار تلك الفكرة لتفريق كلمة الأُمّة ، وتلقّى ذلك بالقبول وارث منهجه محمد ابن عبد الوهاب النجدي (١١١٥ ـ ١٢٠٦ ه) ، إلى أن أحيا منهج شيخه بعد الاندراس بفضل سيف آل سعود ، وحمايتهم له لغاية نفسانية لا تُنكَر.
وندرس الموضوع في خلال فصول ولنقدِّم ما تدلّ عليه من الآيات.
جعفر السبحاني
__________________
(١) راجع طبقات الصحابة لابن سعد ١ : ٣٦٠ ـ ٥٠٣ حول هذا الموضوع.