قال القرطبي : فشعائر الله ، أعلام دينه ، لا سيما ما يتعلّق بالمناسك (١).
ولقد أحسن حيث عمّم أولاً ، ثمّ ذكر مورد الآية ثانياً ، وممّا يعرب عن ذلك أنّ ايجاب التعظيم تعلّق ب «حرمات الله» في آية أُخرى.
قال سبحانه : (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) ، والحرمات ما لا يحلّ انتهاكه ، فأحكامه سبحانه حرمات الله ، إذ لا يحلّ انتهاكها ، وأعلام طاعته وعبادته حرمات الله ، إذ يحرم هتكها ، وأنبياؤه وأوصياؤهم وشهداء دينه وكتبه وصحفه من حرمات الله ، يحرم هتكهم ، فلو عظّمهم المؤمن أحياءً وأمواتاً فقد عمل بالآيتين : (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ) (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ).
__________________
(١) القرطبي ، التفسير ١٢ : ٥٦ طبع دار إحياء التراث.