طلبه ، ففاتهم إلى بسطام ، فرماه شمس المعالي بنحو ألفين من الأكراد والشاهجانية ، فأزعجوه عنها حتى ضاقت عليه المسالك ، فتلقّاه ابن سرخك الساماني ، بكتاب يخدعه فيه ، فانفعل طمعا في وفائه ، فثنته خيل أيلك خان بطرف خراسان ، فطاردهم ، ثم ولّاهم ظهره ، فأسروا إخوته ، والتجأ إلى ابن بهيج الأعرابي ، فما خفر حقّ مقدمه ، وروّى الأرض من دمه (١) ، كما عناه أبو تمّام بقوله :
فتى مات بين الطّعن والضّرب ميتة |
|
تقوم مقام النّصر إذ فاته النّصر |
فأثبت في مستنقع الموت رجله |
|
وقال لها من دون أخمصك الحشر |
غدا (٢) غدوة الحمد فسبح ردائه |
|
فلم ينصرف إلّا وأكفانه الأجر |
مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة |
|
غداة ثوى إلّا اشتهت أنّها قبر |
عليك سلام الله وقفا فإنّنى |
|
رأيت الكريم الحرّ ليس له عمر (٣) |
وانقضت الأيام السامانيّة ، وذلك في أوائل سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
* * *
__________________
(١) راجع هذه الحوادث في الكامل في التاريخ ٩ / ١٥٦ ـ ١٥٩.
(٢) في الأصل «غدي».
(٣) الأبيات في ديوان أبى تمّام ٤ / ٧٩ ، ٨٥ من قصيدة يرثى بها محمد بن حميد الطوسي أحد قوّاد المأمون الّذي أرسله لقتال بابك الخرّمىّ.