يزل (١) يواصله (٢) بالعطاء.
وفي ذي الحجّة ، يوم عيد الغدير (٣) جرت [فتنة] (٤) من الرافضة وأهل باب البصرة ، واستظهر أهل باب البصرة ، وحرقوا أعلام السلطان ، فقتل يومئذ جماعة اتّهموا بفعل ذلك ، وصلبوا ، فقامت الهيبة ، وارتدع المفسد (٥).
وفيها حجّ بالنّاس من العراق أبو الحسين محمد بن الحسين بن يحيى ، وكان أمير مكّة الحسن بن جعفر أبو الفتوح العلويّ ، فاتّفق أنّ أبا القاسم بن المغربي حصّل عند حسّان بن المفرّج بن الجرّاح الطائي ، فحمله على مباينة صاحب مصر ، وقال : لا مغمز في نسب أبي الفتوح ، والصّواب أن ينصّبه إماما ، فوافقه ، فمضى ابن المغربيّ إلى مكّة ، فأطمعه صاحب مكّة في الخلافة ، وسهّل عليه الأمر ، فأصغى إلى قوله ، وبايعه شيوخ الحسنيّين ، وحسّن أبو القاسم بن المغربيّ أخذ ما على الكعبة من فضّة وضربه دراهم.
واتّفق موت رجل بجدّة معه أموال عظيمة وودائع ، فأوصى منها بمائة ألف دينار لأبي الفتوح صاحب مكّة ليصون بها تركته والودائع ، فاستولى على ذلك كلّه ، فخطب لنفسه ، وتسمّى بالراشد بالله ، وسار لاحقا بآل الجرّاح
__________________
(١) في الأصل «نزل».
(٢) في الأصل «مواصله» والتصويب من (المنتظم ٧ / ١٦٢). وراجع النص في : ذيل تجارب الأمم ، حاشية الصفحات ٢٠٣ ـ ٢٠٥.
(٣) قال المقريزي : إن عيد الغدير لم يكن عيدا مشروعا ولا عمله أحد من سلف الأمّة* وأول ما عرف بالإسلام في العراق أيام معزّ الدولة عليّ بن بويه سنة ٣٥٢ فاتّخذه الشيعة من بعده عيدا لهم استنادا إلى
حديث رواه البراء بن عازب ، رضياللهعنه ، عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، في سفر عند غدير خمّ : «إذا صلّى عليهالسلام ، ثم أخذ بيد عليّ بن أبي طالب ، كرّم الله وجهه ، وقال : «ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟ قالوا : بلى. قال : «ألستم تعلمون أنّي أولى بكل مؤمن من نفسه»؟ قالوا : بلى قال : «من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه». قال البراء : فلقيه عمر بن الخطاب ، رضياللهعنه ، فقال : هنيئا لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة. انظر : (الخطط ١ / ٣٨٨).
(٤) إضافة على الأصل من (المنتظم).
(٥) المنتظم ٧ / ١٦٣ ، ١٦٤ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٩١.