ولطف مكانه عند اكثر الناس ومالوا اليه وحفظوه وتداولوه بينهم واستشهد به الوعاظ واستحلاه السامعون. سمعت من جماعة من مشايخ البطائح يقولون ما سبب لطافة شعر ابن المعلم إلا أنه كان اذا نظم قصيدة حفظها الفقراء المنتسبون الى الشيخ أحمد بن الرفاعي وغنوا بها في سماعهم وطابوا عليها فعادت عليه بركة أنفاسهم ورأيتهم يعتقدون ذلك اعتقاداً لا شك عندهم فيه. وبالجملة فشعره يشبه النوح ولا يسمعه من عنده أدنى هوى إلا افتتن وهاج غرامه ، وكان بين ابن المعلم المذكور وبين ابن التعاويذي المذكور قبله تنافس ، وهجاه ابن التعاويذي بأبيات جيمية لا حاجة الى ذكرها ، ولابن المعلم قصيدة طويلة أولها :
ردّوا عليَّ
شوارد الاظعان |
|
ما الدار إن لم
تغن من أوطاني |
ولكم بذاك الجذع
من متمنع |
|
هزأت معاطفه
بغصن البان |
أبدى تلوَّنه باول
موعد |
|
فمن الوفي لنا
بوعد ثاني |
فمتى اللقاء
ودونه من قومه |
|
أبناء معركة
وأسد طعان |
نقلوا الرماح
وما أظن أكفهم |
|
خلقت لغير ذوابل
المرّان |
وتقلدوا بيض
السيوف فما ترى |
|
في الحي غير
مهند وسنان |
ولئن صددت فمن
مراقبة العدا |
|
ما الصد عن ملل ولا
سلوان |
يا ساكني نعمان
أين زماننا |
|
بطويلع ، يا
ساكني نعمان |
وله من أخرى :
أجيراننا إن
الدموع التي جرت |
|
رخاصا على أيدي
النوى لغوالى |
اقيموا على
الوادي ولو عمر ساعة |
|
كلوث أزار أو
كحل عقّال |
فكم ثمَّ لي من
وقفة لو شريتها |
|
بنفسي لم أغبن
فكيف بمالي |