سيدي لا تخف
عليّ خروجاً |
|
في عروضي ففطنتي
موزونه |
كل بحر إن شئت
فيه اختبرني |
|
لا تكذب فإنني
يقطينه |
قال الشيخ تقي الدين بن سيد الناس : كانت له حمارة استعارها منه ناظر الشرقية ، فأعجبته ، فأخذها وجهز له ثمنها مائتي درهم ، فكتب على لسانها الى الناظر ، المملوكة حمارة البوصيري :
يا أيها السيد
الذي شهدت |
|
أخلاقُه لي بأنه
فاضل |
ما كان ظني
يبيعُني أحد |
|
قطّ ولكنّ صاحبي
جاهل |
لو جرسوه عليّ
من سفه |
|
لقلت غيظاً عليه
يستاهل |
أقصى مرادي لو
كنت في بلدي |
|
أرعى بها في
جوانب الساحل |
وبعد هذا فما
يحل لكم |
|
أخذي لأني من
سيدي حامل |
فردها الناظر إليه ، ولم يأخذ الدراهم منه.
قال البوصيري : كنت قد نظمت قصائدا في مدح رسول الله صلىاللهعليهوآله منها : ما كان اقترحه على الصاحب زين الدين يعقوب بن الزبير ثم اتفق بعد ذلك أن أصابني فالج أبطل نصفي ، ففكرت في عمل قصيدتي هذه البردة ، فعملتها واستشفعت به إلى الله تعالى في أن يعافيني ، وكررت إنشادها ، وبكيت ، ودعوت ، وتوسلت ، ونمت فرأيت النبي صلىاللهعليهوآله ، فمسح على وجهي بيده المباركة ، وألقى على بُردة ، فانتبهت ووجدت فيّ نهضةً ، فقمت وخرجت من بيتي ، ولم أكن أعلمت بذلك أحداً فلقيني بعض الفقراء ، فقال لي : أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقلت : أيها؟ فقال : التي أنشأتها في مرضك ، وذكر اولها ، وقال : لقد سمعتها البارحة. وهي