اجتمع في داره ليهنئه جماعة الولاة والقضاة والصدور وسألني الجماعة إنشاء خطبة تقرأ أمام قراءة المنشور فذكرت خطبة على البديهة جمعت فيها بين أهل البيت عليهمالسلام وبين شكر السلطان على توليته وما أولاه من الاحسان ، فحضر بدر الدين بن المسجف رحمه الله تعالى المجلس وأنشد هذه الأبيات لنفسه :
دار النقيب حوت
بمن قد حلّها |
|
شرفاً يقصّر عن
مداه المطنب |
أضحت كسوق عكاض
في تفضيلها |
|
وبها شهاب الدين
قسّ يخطب |
الفاضل القوصي
أفصح مَن غدا |
|
عن فضله في
العصر يعرب معرب |
ومن شعره يمدح ابا الوفاء راجح الاسدي :
يقولون لي ما
بال حظك ناقصاً |
|
ردى راجح رب
الشهامة والفضل |
فقلت لهم إني
سمي ابن ملجم |
|
وذلك اسم لا
يقوله به ( حِلي ) (١) |
وقال يمدح الكمال القانوني :
لو كنتَ عاينتَ
السرور وجسّه |
|
أوتار قانون له
في المجلس |
لرأيت مفتاح
السرور بكفّه |
|
اليسرى وفي
اليمنى حياة الانفس |
وقال :
ولد مدحتهم على
جهل بهم |
|
وظننت فيهم
للصنيعة موضعا |
ورجعت بعد
الاختبار أذمّهم |
|
فأضعتُ في
الحالين عمري أجمعا |
__________________
١ ـ نسبة الى الحلة السيفيّة وهو يشير الى أن أهل الحلة شيعة فهم لا يسمون عبد الرحمن.