فنمت اهتماماً بالحال فرأيت النبي صلىاللهعليهوآله فجئت إليه فشكوت إليه ما أنا فيه من الأضافة وما أجده من العلة وأخرى من القلة فقال لي : تصدق يوسع عليك وصم يصح جسمك فقلت له : يا رسول الله وأعظم ما شكوته إليك أنني رجل شاعر أتشيع وأخص بالمحبة ولدك الحسين وتداخلني له رحمة لما جرى عليه من القتل وكنت قد عملت في أهل بيتك تسعاً وأربعين قصيدة فلما خلوت بنفسي في هذا الموضع حاولت أن أكملها خمسين فبدأت قصيدة قلت فيها مصراعاً وارتج على إجازته ونفر عني كل ما كنت أعرفه فما أقدر على قول حرف قال : فقال لي قولاً نحا فيه إلى أنه ليس هذا إلي ؛ لقول الله تعالى : ( وما عملناه الشعر وما ينبغي له ) ثم قال لي : اذهب إلى صاحبك وأومأ بيده الشريفة إلى ناحية من نواحي المسجد وأمر رسولاً أن يمضي بي إلى حيث أومأ فمضى بي الرسول على ناس معهم علي بن أبي طالب رضياللهعنه فقال له الرسول : أخوك وجه اليك بهذا الرجل ، فاسمع ما يقوله قال : فسلمت عليه : وقصصت عليه قصتي كما قصصت على النبي صلىاللهعليهوآله فقال لي : فما المصراع؟ قلت :
بني احمد يا بني احمد
فقال للوقت : قل :
بني أحمد يا بني
أحمد |
|
بكت لكم عمد
المسجد |
بيثرب واهتز قبر
النبي |
|
أبي القاسم
السيد الأصيد |
وأظلمت الأفق
أفق البلاد |
|
وذرَّ على الأرض
كالأثمد |
ومكة مادت
ببطحائها |
|
لإعظام فعل بني
الاعبد |
ومل الحطيم
بأركانه |
|
وما بالبنية من
جلمد |
وكان وليكم
خاذلا |
|
ولو شاء كان
طويل اليد |