السجود عند تلاوة آخر سورة العلق حيث روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة حديثا جاء فيه : «سجدنا مع رسول الله في (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) [الانشقاق / ١] ، و (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق / ١]».
ومن الأحاديث المروية في الموضوع عامة حديث رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر جاء فيه : «كان النبيّ صلىاللهعليهوسلم يقرأ السورة التي فيها السجدة فيسجد ونسجد معه حتى ما يجد أحدنا مكانا لموضع جبهته». وحديث رواه مسلم عن أبي هريرة جاء فيه : «إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويله ، وفي رواية يا ويلي أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار». وحديث رواه أبو داود والحاكم عن ابن عمر جاء فيه : «كان النبيّ صلىاللهعليهوسلم يقرأ علينا القرآن فإذا مرّ بالسجدة كبّر وسجد وسجدنا معه» (١).
وفي المصحف الذي اعتمدنا عليه إشارة إلى أربع عشرة سجدة هي آيات الرعد [١٥] والنحل [٤٩] والإسراء [١٠٧] ومريم [٥٨] والحج [١٨ و ٧٧] والفرقان [٦٠] والنمل [٢٥] والسجدة [١٥] وص [٢٤] وفصلت [٣٧] والنجم [٦٢] والانشقاق [٢١] والعلق [١٨]. وفي بعض هذه السجدات أحاديث دون بعض. ولقد روى أبو داود وابن ماجه عن عمرو بن العاص حديثا قال فيه : «إن النبي صلىاللهعليهوسلم أقرأني خمس عشرة سجدة منها ثلاث في المفصّل وفي سورة الحجّ سجدتان» (٢). وروى الترمذي وأبو داود عن أبي الدرداء حديثا جاء فيه : «سجدت مع رسول الله إحدى عشرة سجدة منها التي في النجم» (٣). وروى أبو داود حديثا مرفوعا جاء فيه : «قرأ رسول الله وهو على المنبر (ص) ، فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه. فلما كان يوم آخر قرأها فلما بلغ السجدة تشزّن الناس للسجود فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّما هي توبة نبيّ ولكنّي رأيتكم تشزّنتم للسجود فنزل
__________________
(١) «التاج» ج ١ ص ١٩٨ وما بعدها.
(٢) التاج ج ١ ص ١٩٨ وما بعدها.
(٣) المصدر نفسه.